أغاني المهرجانات والقوة الناعـمة




أصدرت نقابة المهن الموسيقية، الأحد 27/6/2021، قراراً بمنع التعامل مع مجموعة من مطربي المهرجانات حيث لم يحصلوا على تصريح من النقابة بالعمل. في هذا المقال نتناول الحديث عن ظاهرة المهرجانات الشعبية، ولكن قبل الخوض في الحديث عنها، أحب البدء بالحديث عن القوة الناعمة للدول، وهي القوة التي تستطيع الوصول الي اكبر عدد ممكن من البشر والقادرة في ذات الوقت علي التعبير عن الشباب والتأثير عليهم في الداخل وفي الخارج، حيث يركز عنصر القوة في القدرة على الوصول لأكثر عدد ممكن من البشر، وتوصيل الرسالة إن وجدت، وقد تأخذ الرسالة عدة أشكال؛ ( كلمة- موسيقى- كتاب- قصيدة - أو غيرهم من أدوات التأثير التي يمكن من خلالها توصيل الرسائل. فقد استطاعت أم كلثوم وعبد الحليم بصوتهما العذب ، واحمد رامي وعبدالوهاب محمد بكلماتهما ونجيب محفوظ، وطه حسين، وعباس العقاد بقلمهم، واسماعيل يس والزعيم عادل إمام بفنهما وخفة ظلهما، والعالم الدكتور احمد زويل والدكتور مجدي يعقوب بعلمهما أن يمرروا العديد من الرسائل ويؤثروا في الكثير، فعلى الرغم من اختلاف أدواتهم إلا أن المشترك بينهم جميعهم هو القدرة على الانتشار والتأثير، وبالتالي فهم جزء من قدرة الدولة على التأثير، وبالتالي قوتها الناعمة. ولم نسمع عن ظهور أي شكل جديد للقوة الناعمة في الثلاثين عامًا الآخيرة، ولكن مع أوائل الألفية الثالثة ظهرت ظاهرة أخترقت حاجز الشباب ليس فقط في مصر بل تعدته إلى المحيط الإقليمي والعربي والعالمي، في ظل التطورات التكنولوجية الكبيرة وهي اغاني المهرجانات العابرة للقارات . تعد اغاني المهرجانات الشعبية المصرية نوع جديد من الأغاني الموسيقية الشعبية في مصر، والتي ذاع صيتها منذ عام 2011وتعتمد اغاني المهرجانات على نوع من موسيقى التكنو، والتي تتم صناعتها عن طريق برامج إلكترونية مع إدخال صوت المغني.أما بالنسبة للكلمات، فمعظم مواضيعها شعبية مرتبطة بالمناطق الشعبية في مصر والأمثال والمواويل المصرية الشهيرة واصبحت اغاني متداولة بين كافة فئات المجتمع وتتخطي الاغنية الواحدة مئات الملايين من المشاهدات عبر دول العالم المختلفة ارتبطت الأغاني الشعبية للطبقة العاملة في مصر منذ السبعينيات من القرن الماضي في الأذهان بسائقي الحافلات الصغيرة (الميكروباص) وسيارات الأجرة وحفلات الزفاف الصاخبة في الشوارع والأزقة، لكن نوعا حديثا من الأغاني الشعبية مستوحى من الموسيقى الإلكترونية، يحظى بشعبية واسعة بين الناس من مختلف الفئات والطبقات. وبمتابعة هذا النوع من الموسيقى تبين أنه أول نوع موسيقى مصرية حديثة تأخذ الصفة العالمية في العقد الاخير ، حيث يقوم هؤلاء الفنانون بتأدية أغانيهم في مصر واتفقنا او اختلفنا فقد اخترقت هذ النوعية من الاغاني قارات العالم بعد نجاحها في الوصول الي فئة الشباب في مصر والعالم والمعروفين بصعوبة الوصول اليهم والتاثير عليهم والاهتمام باغاني المهرجانات ضرورة وتسجيلها كمنتج فني بشكل جديد يكون لمصر حقوق الملكية فيه.علي الرغم مما شهده هذا النوع من طفرات غير مقبولة من حيث استعمال الفاظ لاتستقيم مع قيم المجتمع باختلاف اعماره وهنا يجب أن يكون لنا وقفة جادة مع هذا التصاعد المستمر لهذا النوع من الموسيقى، فينبغي أن يتم احتواءه وتوظيفه بما يحفظه ويساعد على استمراره مع وضع ضوابط عامة من الجهات المختصة يعمل في اطارها هذا النوع الجديد من الاغاني وان يكون هناك رعاية لمطربي المهرجانات وليس ايقافهم او استبعادهم كما هو الحال الان وذلك كونهم ثروة مصرية قادرة علي التاثير علي الشباب والتعبير عنهم واختراق العالمية واستغلال المحتوي الذي يقدومونه هؤلاء المغنيين للوصول الي العالم برسائل محبة وسلام للجمهورية الجديدة ولمصر صاحبة اكبر كيان في الشرق الاوسط وافريقيا بل من الممكن أن يتم استغلاله في إيصال صورة إيجابية عن مصر وعن الثقافة المصرية،